تشكل البرامج والألعاب الإلكترونية جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومية وتعد من الترفيه المفضل لدى الكثيرين. ومع ذلك، فإن هذا الانتشار المتزايد لهذه التقنية أحيانًا قد يؤدي إلى بعض التأثيرات السلبية على صحةنا النفسية والجسدية. في هذا المقال، سوف نتحدث عن الإيجابيات والسلبيات للاستخدام المطول للبرامج والألعاب الإلكترونية، وكذلك سوف نطرح بعض الإرشادات لتفادي تأثيراتهمالسلبية. فلا تفوت قراءة هذا المقال المفيد.
1) أثر الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية
تؤثر الألعاب الإلكترونية بشكل رئيسي على صحة العقل والنفس، حيث وجدت العديد من الدراسات أن اللعب الإلكتروني بشكل مفرط يمكن أن يسبب الإدمان والقلق والاكتئاب وضعف التركيز ونقص النوم والتوتر. وبالإضافة إلى ذلك، قد تتأثر العلاقات الاجتماعية للأشخاص المدمنين على الألعاب الإلكترونية، ويمكن أن تنحصر اهتماماتهم في اللعب بدلاً من التفاعل مع الآخرين. لذلك، ينبغي على الأهل أن يكونوا على علم بأهمية التحكم في مدة اللعب والتحديد لأنشطة أخرى للأطفال، مثل الاهتمام بالأنشطة الرياضية أو الاجتماعية أو الفنية.
2) التأثير السلبي للألعاب الاهتزازية على الجهاز العضلي
تشير البيانات الحديثة إلى أن الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على الاهتزاز تسبب تأثيرًا سلبيًا على الجهاز العضلي للأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإنها يمكن أن تسبب تشنجات وتفاقم أمراض العظام والمفاصل. وينبغي عادةً تفادي اللعب الإلكتروني الذي يتطلب استخدام الأجهزة التي تهتز بشكل كبير. لا بد من تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الحركية والتمارين الرياضية التقليدية، التي تحافظ على القوة والليونة والصحة العامة للجهاز العضلي. وتحذر دراسات صحية حديثة من بدء الأطفال في اللعب الإلكتروني بشكل مفرط في سن مبكرة، حيث يزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض العظام والمفاصل والعضلات. بالتالي يجب الاهتمام بالنشاط البدني وتحفيز الطفل على ممارسة هوايات أخرى مثل الاستماع إلى الموسيقى والرسم والقراءة.
3) مخاطر الجلوس لفترات طويلة أثناء اللعب الإلكتروني
قد تسبب مخاطر الجلوس لفترات طويلة أثناء اللعب الإلكتروني آثاراً صحية ونفسية على الأطفال، حيث يزيد هذا النوع من الجلوس من فرص الإصابة بزيادة الوزن، وضعف العضلات، والتعب الشديد والإرهاق. كما أنه يمكن أن يتسبب الجلوس أمام الشاشة لفترات طويلة في إصابة الأطفال بالإجهاد النفسي، وصعوبة التركيز، وخمول الدماغ. لذلك ينصح بإجراء تمارين بسيطة خلال فترات اللعب الإلكتروني، وتغيير الجلوس من وقت لآخر، والحد من وقت اللعب الإلكتروني و الاستفادة من وقت الفراغ في ممارسة أنشطة بدنية وأخرى مثل القراءة والكتابة والرسم.
4) التأثير السلبي للألعاب الإلكترونية على صحة العين
يتسبب الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية في تأثيرات سلبية على صحة العين للأطفال. يتمثل هذا التأثير في زيادة فرصة حدوث مشاكل الرؤية مثل الصداع وضعف التركيز وعدم وضوح الرؤية. لذلك، يجب على الآباء تقليل وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية لطفلهم وتشجيعهم على القيام بأنشطة ترفيهية بديلة تحتاج إلى الحركة وتعزز صحة الجسم والعقل. وعلاوة على ذلك، ينبغي على الأطفال اتباع بعض السلوكيات الصحيحة، مثل الاستراحة بعد كل فترة من اللعب الإلكتروني وتحديد مسافة آمنة بين العين والشاشة والتقليل من تفاعلهم مع الأجهزة الإلكترونية في الأوقات القريبة من النوم.
5) أضرار التعرض المستمر للشاشات الإلكترونية
تشير الدراسات العلمية إلى أن التعرض المستمر للشاشات الإلكترونية يترتب عليه عدة أضرار صحية، ومنها زيادة خطر الإصابة بمشاكل النوم والتوتر والقلق. كما أنه يسبب تشوشاً في الرؤية وجفاف العيون، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بتقلصات العنق وآلام الكتفين والرقبة. وبالرغم من أن الأطفال يمكنهم التعامل بشكل أفضل مع الشاشات الإلكترونية من بعض الأشخاص الكبار، إلا أنه يجب عليهم الحصول على فترات راحة من الشاشات الإلكترونية والاقتراب من الأنشطة الخارجية مثل اللعب في الحديقة أو قراءة الكتب أو القيام بالرسم. ويجب على الأهل أيضاً أن يتحرصوا على مراقبة الوقت الذي يقضيه أولادهم أمام الأجهزة الإلكترونية وضبطه وتحديد حدود واضحة للأطفال لتفادي المشكلات الصحية المحتملة.
6) فوائد اللعب الإلكتروني لتنمية المهارات الحركية والذهنية
تؤكد العديد من الدراسات على أهمية اللعب الإلكتروني في تعزيز المهارات الحركية والذهنية لدى الأطفال. فعالية اللعب الإلكتروني في تحفيز الإبداع والتفكير الإيجابي والحلول المنطقية والابتكار، وهي مهارات أساسية يحتاجها الأطفال في حياتهم اليومية ومستقبلهم العملي. كما أن اللعب الإلكتروني يساعد على تنمية المهارات الحركية الدقيقة من خلال استخدام الأجهزة والأدوات، ويعمل على تحسين الانسجام والتنسيق بين الجسم والعقل. من هذا المنطلق، يمكن للعب الإلكتروني أن يكون نشاطًا مفيدًا للأطفال إذا تم التحكم في مدة اللعب وانتقاء الألعاب الآمنة المفيدة.
7) ممارسة الأطفال للألعاب الإلكترونية وأسلوب الحياة السليم
يشير البند السابع في هذه الدراسة إلى ضرورة ممارسة الأطفال للألعاب الإلكترونية ضمن إطار أسلوب الحياة السليم. يعني ذلك أن الأطفال يجب أن يكتسبوا الوعي الكافي والمعرفة للاستمتاع بألعاب الفيديو وعدم تعريض صحتهم وسلامتهم للخطر. ولتجنب خطر الإدمان على اللعب الإلكتروني، ينبغي للأهل والمربين توجيه الأطفال وإشراكهم في أنشطة أخرى تناسب أعمارهم وتهيئ لهم فرصة التفاعل الاجتماعي مع الآخرين وتعزز قدراتهم الإبداعية والحركية والذهنية. وحتى تكون ممارسة الألعاب الإلكترونية آمنة، يجب اختيار الألعاب المناسبة للعمر والتأكد من أنها مصدّق عليها، بالإضافة إلى تحكم ورصد مدة اللعب.
8) الأهمية الكبيرة لاختيار الألعاب الإلكترونية الآمنة والتحكم في مدة اللعب
تعتبر اختيار الألعاب الإلكترونية الآمنة والتحكم في مدة اللعب من الأهمية الكبيرة للحفاظ على سلامة الأطفال أثناء اللعب. يجب على الوالدين اختيار الألعاب التي تحتوي على محتوى مناسب لعمر الطفل ولا تتعارض مع قيمهم الأسرية، كما يجب الحرص على تقييم محتوى اللعبة من خلال القراءة عنها والتحقق من التقييمات التي تمتها المنظمات المعنية بذلك. كما يجب على الوالدين وضع حدود زمنية للعب، وتحديد مدة معينة لكل جلسة للعب وتذكير الطفل بضرورة ترك الجهاز الإلكتروني لبعض الوقت وممارسة نشاطات جسدية أخرى. بالتالي يساعد تطبيق هذه النصائح على الحفاظ على سلامة وصحة الأطفال خلال ممارسة اللعب الإلكتروني.
9) أثر الألعاب الإلكترونية على العلاقات الاجتماعية وتفاعل الطفل مع العالم الخارجي
تؤدي ممارسة الأطفال للألعاب الإلكترونية بشكل مفرط إلى تقليص وقتهم المخصص للتفاعل مع العالم الخارجي والتواصل مع الأشخاص الآخرين. هذا يؤثر سلبًا على قدرتهم على التواصل الاجتماعي وتطوير علاقاتهم الشخصية. ومع ذلك، يمكن استخدام الألعاب الإلكترونية بشكل ذكي لتعزيز تفاعل الأطفال مع العالم الخارجي عن طريق استخدام الألعاب الإلكترونية التعليمية والتي تشجع على التعلم التفاعلي والتواصل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأهل تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة والهوايات الاجتماعية والتفاعل مع العالم الخارجي بعد انتهاء وقت اللعب الإلكتروني، وهذا يساعد على تطوير مهارات التواصل والعلاقات الاجتماعية لدى الأطفال.
10) كيفية تحفيز الأطفال على ممارسة هوايات أخرى بديلة عن اللعب الإلكتروني.
كثيرًا ما يقضي الأطفال الكثير من وقتهم في اللعب الإلكتروني، ولا ينخرطون في هوايات أخرى. لذلك، يجب تشجيع الأطفال على ممارسة هوايات بديلة عن اللعب الإلكتروني، مثل الرسم، والقراءة، والرياضة، وحتى الأنشطة التطوعية المجتمعية. يمكن للآباء إيجاد أنشطة مسلية ومتعة للأطفال، مثل الرحلات الميدانية، والمشاركة في برنامج رياضي أو أنشطة في الهواء الطلق. يمكن أيضًا شراء كتب وألعاب تعليمية التي تشجع على الإبداع وتطوير المهارات الحركية والذهنية. بالتأكيد، يمكن تجنب مخاطر الألعاب الإلكترونية والحصول على فوائدها في نفس الوقت بإشراف الأهل، وتحفيز الأطفال على تطوير مواهبهم الخاصة.